روسيا .. الاتحاد السوفيتي .. عندما نسمع مثل تلك الكلمات يتبادر الي أذهاننا فورا صورة لينين و صور الشيوعية و الإلحاد وربما اليهود أو الفودكا :) , لكن هل تبادر الي ذهنك مرة كلمات مثل عبد الله, محمد, مسلم !!
منذ يومين تلقيت دعوة للغذاء من صديق لي فذهبت وكان مدعو معي أربع شباب من روسيا وهم : عصر الدين و شامل و عبد الملك و محمد.
بعدما تعارفنا و تناولنا الغذاء المكون من : "ختشن" و "بلوف" و "منتو" -وهي أكلات روسية لذيذة جدا ربما أكتب تدوينة منفصلة عنها- بدأت (أحاول) أن أتجاذب أطراف الحديث معهم فالموضوع لم يكن سهلا لأن لغتهم العربية - أو لأكون أكثر تحديدا لغتهم العامية- لم تكن جيدة فكنا دائما ما نصل إلي نقطة لا نفهم فيها بعضنا فنستعين بمستضيفنا كمترجم في تلك الحالات.
وهم من كابردينو بلقاريا -حسب ما سمعتهم يقولونها- أحد الجمهوريات الإسلامية في إقليم القوقاز-أو القفقاس- التابعة لروسيا وهي ذات طبيعة جبلية ويشتغل أهلها بالزراعة و التجارة وهناك بعض الصناعات مثل التعدين. و من الإسم هناك قوميتان في ذلك الاقليم ال"كابردينو" أو ال"كابردين"و ال"بلقاريون" و معظم أهل تلك المنطقة من المسلمون ولكن -للأسف- تعرض المسلمون هناك أيام ستالين و جبابرة الاتحاد السوفيتي الي اضطهاد وتهجير وظلم شديد أدي علي مرور الوقت الي طمس معظم مظاهر الاسلام و نشر جهل شديد بين أهل تلك البلاد اليوم عن الاسلام بالاضافة الي أن روسيا اليوم ما زالت تمارس ضغوطا شديدة علي المسلمين -وان كانت اخف قليلا من العصور السابقة-.
كانت تلك الفقرة السابقة تقدمة ضروية لمعرفة لماذا أتي "عصر الدين" -ذو الاثنين و الثلاثون عاما- من روسيا تاركا زوجته و أولاده إلي هنا لا لكي يعمل أو يرفع من مستواه المعيشي بل أتي لكي يتعلم اللغة العربية لكي يستطيع بعدها أن يلتحق بالأزهر ليتعلم الإسلام هذا هو تخطيطه للخمس سنوات القادمة من عمره .. وشبابنا يأنف من مجرد الحديث وليس تعلم اللغة العربية فضلا عن أن يعتبر الاسلام نفسه نوع من أنواع التخلف.
دور كبير يغفل عنه المسلمون فنحن مسؤولون أمام الله عن تبليغ دعوته. نعم العقبات كثيرة ولكن ليبدأ كل منا بنفسه و ليصلح منا بينه و بين ربه باخلاص ولنبذل كل ما بوسعنا والنتائج تكون من عند الله عز وجل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق